بحضوره كبرياء الفارس ورعد البندقية وبوفائه ضوء الإيمان وضياء الذات المؤمنة
نحنُ شعبٌ ندفَعُ سنوياً خواتٍ أو إتاوات، بملايين الدولارات، في الفيولِ وغيابِ الغاز، وفي احتكارِ الإسمنتِ وغيرِها من أبوابِ الهدرِ المُقَنَّعِ بسوءِ الإدارةِ والمناكفاتِ السياسية…
نحنُ شعبٌ نَقِفُ مذلولينَ أمامَ شبابيكِ المصارفِ لنتسوَّلَ أموالَنا الخاصة بالتقنينِ المهين… بعدما سُرِقَتْ منا مئاتُ آلافِ الدولارات، في كلِّ صفقة، وكلِّ مناقصة، وكلِّ التزام…
نحنُ شعبٌ ينزِفُ كلَّ سنةٍ مليارَ دولار تهريباً في المرافقِ الشرعية، وأكثرَ منها في غيرِ الشرعي منها…
نحنُ شعبٌ رضيَ بموازنةٍ انتقصَتْ منْ حقوقِ العسكريينِ بِحُجَّةِ التقشف، بينما يَتَنعّم كلٌّ منهُم في قصورِهِ وسياراتِهِ وممتلكاتِه…
ثلاثونَ عاماً طالت خلالُها فترةُ السماح، إلى أن كان ١٧ تشرين ٢٠١٩، فسقطتِ المهلةُ الوطنيةُ للتركيبةِ الاقتصاديةِ السياسيةِ الحاكمة، ونَفَذَ صبرُ اللبنانيينَ بعدَ ثلاثةِ عقودٍ مِنَ الهدمِ المُمَنْهَجِ للبنانَ ومؤسساتِه…
ولكنْ اليوم، اختلفَ الوضعُ وانقلبتِ الطاولةُ وانكشفتِ الأوراق، والمراوغةُ ما عادتْ تنفعُ وأصبحتِ الثورةُ واقعاً مستجداً…
الثورةُ يجبُ أن تبدأ على أنفسِنا، نحنُ الذينَ جدَّدْنا لطاقَمِ أنزفَ ما تبقّى من الوطن. ..